خلافات البيت الأبيض و”إسرائيل” تنفجر علناً.. “أقرب الحلفاء” ينقلب على حكومة نتنياهو؟
تحدثت وسائل إعلام عبرية وأميركية الليلة، عن الخلافات الحالية بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن الحرب على غزة.
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنّ الانقسام بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، “أقرب حلفاءها”، انفجر إلى العلن اليوم، حيث حذّر بايدن من أنّ قادة الاحتلال يفقدون الدعم الدولي لحربهم على غزة، ورفض نتنياهو بشكلٍ قاطع الرؤية الأميركية لمرحلة ما بعد الحرب.
كما أشارت إلى أنه “مع مقتل المدنيين في غزة بمعدل تاريخي في الهجوم الإسرائيلي، حذّر بايدن في خطاب ألقاه في واشنطن من أنّ المجتمع الدولي ينقلب ضد الحكومة الإسرائيلية”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه “حتى الآن، دعمت الولايات المتحدة إسرائيل سواءً في العمل أو في الخطاب – حيث دعمت الهجوم على غزة، وصدت الدعوات لوقف إطلاق النار في الأمم المتحدة، إلى جانب السماح ببيع آلاف قذائف الدبابات للإسرائيليين”.
ولكن يبدو أنّ هذا الدعم القوي قد تراجع اليوم، إذ تمثل تعليقات بايدن “أكبر تغيير حتى الآن في اللغة” التي استخدمتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بـ”إسرائيل” منذ بدء الحرب، وفق “نيويورك تايمز”.
كذلك، أوضحت أنّ حكومة الاحتلال تواجه إدانات متزايدة من جميع أنحاء العالم، لكن حتى اليوم، كان المسؤولون الأميركيون “هم الاستثناء”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أنّ نتنياهو سيعرقل خطة إدارة بايدن لما بعد الحرب، الرامية إلى سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة، مؤكدةً أنّ هذه أوضح علامة على “التراجع الإسرائيلي عن المخطط الأميركي” لإدارة القطاع بعد انتهاء الغزو الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ تعليقات نتنياهو سلّطت الضوء على الانقسام الحاد بينه وبين البيت الأبيض، بشأن خطط ما بعد الحرب، وأثارت تساؤلات حول جدوى الخطة الأميركية الرامية إلى تولي السلطة الفلسطينية السلطة في غزة.
وبحسب ما تابعت، أقرّ نتنياهو بوجود خلاف بين “إسرائيل” والولايات المتحدة حول دور السلطة الفلسطينية، قائلاً إنه يأمل أن تتمكن واشنطن و”تل أبيب” من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن حُكم غزة، تماماً كما يتفقان على هدف “إسرائيل” المتمثل في “الإطاحة بحماس”.
“سيحدث انفجار بين نتنياهو وبايدن”
كذلك، علّقت وسائل إعلام إسرائيلية على تصريحات بايدن اليوم، بعدما قال إنه على نتنياهو، “تغيير حكومته المتشددة لإيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، إلى جانب تأكيده على أنّ “الحكومة الإسرائيلية بدأت تفقد الدعم من المجتمع الدولي بسبب القصف العشوائي في قطاع غزة”.
وأكد الإعلام الإسرائيلي أنّ كلام بايدن “قيل في الغرف المغلقة في البيت الأبيض، والآن يقال بشكل علني ويظهر الخلاف بين نتنياهو وبايدن”، مشيراً إلى أنه “في نهاية الأمر سيحدث انفجار بين نتنياهو وبايدن”.
بدوره، قال محلل الشؤون السياسية في القناة “13”، رفيف دروكر، إنّ لديه “تقديراً كبيراً لمدى فهم بايدن للسياسة الداخلية الإسرائيلية” موضحاً أنّ “بايدن لم يذهب لمسار تصادم، حيث يقول لنتنياهو أوقف إطلاق نار، لأنه فهم أنّ نتنياهو لن يتوقف”.
وأضاف دروكر، أنّ بايدن لم يذهب إلى هذا المسار لأنّ “نتنياهو سيستخدم هذا الأمر كورقة سياسية داخلية، وأنه يجب أن يبقى في السلطة، لأنه الوحيد الذي يستطيع القول لا لبايدن، ولأنّ ذلك أيضاً سيضرّ بإرث بايدن حيث يجب القضاء على حماس”.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنّ الرئيس الأميركي “مسّ بنتنياهو داخل الجمهور الإسرائيلي الداخلي”، بعدما قال للجمهور الإسرائيلي إنّ هذا ليس رئيس الحكومة “الذي يجب أن يقودكم”، فهو لا يغير حكومته حين يجب ولا يحدد رؤية للمستقبل”، مؤكداً أنه “قام بأكثر شيء مؤلم لنتنياهو”.
يُشار إلى إلى أنه على الرغم من الخلافات بين “واشنطن” و”تل أبيب”، إلا أنّ الإعلام الإسرائيلي شدّد على حاجة “إسرائيل” إلى دعم حليفتها.
وأوردت “القناة 13” الإسرائيلية أنه “حتى حين توجد خلافات مع الولايات المتحدة، لا خيار لدى إسرائيل، لأنه يجب الإصغاء إلى ما هو مهم لها، فنحن نعتمد جداً على دعمها لنا”.
وفي هذا الصدد، أكد اللواء في احتياط الاحتلال الإسرائيلي ورئيس أمان سابقاً، أهارون فركش، قبل أيام، أنّ “إسرائيل لا تستطيع الاستمرار وتحقيق أهدافها في غزة من دون دعم الولايات المتحدة عسكرياً وسياسياً واستراتيجياً”.
المصدر: “الميادين”