لا يمكن التوفيق بين عودة المحتجزبن “إسرائيل” أحياء والحرب غير المقيدة
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، اليوم الثلاثاء، أنّ “الإسرائيليين” يشعرون “بالإحباط” بعد أسابيع من المحاولات الغامضة للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، مشيرةً إلى أنّ “الآمال تزايدت باستمرار، لكن التقدّم توقف”.
وقالت الصحيفة إنّ الإسرائيليين “ربما هم ليسوا متأكدين مما يجب أن يفكروا فيه”، مُضيفةً أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وعد الإسرائيليين ضمناً بـ”أنّهم يستطيعون الحصول على كل شيء”، مشيرةً إلى أنّ نتنياهو “أصرّ على أنّ الحملة العسكرية ستساعد على إعادة أسراهم أحياءً، بينما ستُهزم حماس أيضاً”.
لكن الأشهر الطويلة من الحرب، منذ إطلاق سراح الأسرى الأخير، جاءت “بتكلفة مكتوبة بالدم”، وفق “نيويورك تايمز”، التي أكدت أنّ “وضع الأسرى يشكّل استعارةً مخيفة للاعتقاد الراسخ، ومفاده أنّ إسرائيل قادرة على تحقيق أهداف غير قابلة للتسوية أساساً”.
وبحسب الصحيفة، فإنّ هذا هو “الخطأ الذي ساهم في الحرب في غزة، والاحتلال المستمر، وسفك الدماء على مدى عقود من الزمن”، مشددةً على أنّه “لا يمكن التوفيق بين هدفي العودة الآمنة للأسرى والحرب غير المقيدة، والتي لا نهاية لها”.
ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أنّ “سوء التقدير هذا ينعكس على النهج الذي يتبعه الاحتلال في التعامل مع الصراع ككل”، مضيفةً أنّ “إسرائيل” واصلت، لعقودٍ من الزمن، التشبّث بثنائيات لا يمكن التوفيق بينها منطقياً، ضاربة مثالاً على ما وصفته بـ”الاقتران الزائف”، وهو أنّ “إسرائيل” يمكن أن تظل، إلى أجَل غير مسمى، قوة احتلال، في الوقت نفسه الذي تَعُدّ نفسها “ديمقراطية”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ “فكرة، مفادها أنّ “إسرائيل” قادرة على احتلال الأراضي الفلسطينية والاحتفاظ بأغلبيتها اليهودية هي وهم سياسي”، مضيفةً أنّ “اليوم يكاد يكون عدد السكان اليهود ومجموع السكان الفلسطينيين متساويين تقريباً، والإصرار على أنّ إسرائيل لا تزال تتمتع بأغلبية يهودية لا يمكن تبريره إلا بإحصاء الإسرائيليين فقط، وليس الفلسطينيين غير المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
ولفتت إلى أنّ “الاحتلال والديمقراطية هما تناقض مستحيل آخر”، كاشفةً أنّ “النظام الإسرائيلي، الذي يحكم الفلسطينيين، يعتمد على خليط من القوانين غير الديمقراطية، بما في ذلك الأنظمة الاستعمارية البريطانية المتبقية والأحكام العرفية الإسرائيلية”.
وأكدت الصحيفة أنّ “القيم الديمقراطية الليبرالية تصادمت، فترة طويلة، مع سرقة الممتلكات، والتهجير، وأنظمة العدالة المنفصلة وغير المتكافئة وغير الديمقراطية”.
وبحسب “نيويورك تايمز”، “انكشفت كذبة أنّ “إسرائيل” تستطيع الحصول على كل شيء فيما يتعلق بالأمن بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر”، موضحةً أنه “ليس من الممكن خنق تقرير المصير الفلسطيني وتهميشه، والاستمتاع بالتطبيع الإقليمي، والعيش أيضاً وفق مستوى معقول من السلام”.
ومع ذلك، فإنّ “كثيرين من الإسرائيليين يتوصلون إلى نتيجة معاكسة: فحتى قبل الحرب، أظهرت الاستطلاعات أنّ أقلية فقط من الإسرائيليين تؤيد حل الدولتين. وخلال الحرب، انخفضت النسبة أكثر”، وفق “نيويورك تايمز”.
ورأت الصحيفة أنّ “جميع الأمم لديها أساطير، وهي ليست مخطئة تلقائياً أو تماماً، لكنّ تسليط الضوء على المسار التصادمي للمواقف غير القابلة للتسوية يفسّر لماذا يتعين على “إسرائيل” أن تتخلى أخيراً عن هذه الأساطير المحددة”.