بيسان يعقد محاضرته السادسة حول الحرب على غزة والقانون الدولي

عقد مركز بيسان للبحوث والإنماء، بالشراكة مع منظمة علماء من أجل فلسطين، محاضرته السادسة بعنوان: “غزة: اختبار حقيقي للقانون الدولي ومسؤولية المجتمع الدولي”، ضمن سلسلة محاضرات بيسان لعام 2023- 2024.
وقدم المحاضرة؛ أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، ومدير مؤسسة الحق شعوان جبارين ، وراجي الصوراني، مدير عام المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.


ونقل الشوا الصورة من غزة، قائلًا إن ما يحدث لا يمكن وصفه، وتطرق لمحدودية كمية الغذاء التي تصل لغزة وتحديدًا الشمال، ما أدى إلى مجاعة، مع ارتفاع أسعار السلع، مشيرًا إلى أنّ مؤسسات المجتمع المدني تحاول شراء جزء من المحاصيل وتوزيعها على الأسر، والعمل للتأثير وضمان التوزيع العادل للمساعدات، كما تحاول تلك المؤسسات تقديم الخدمات الصحية، في ظل الهجمات والتفجير والقصف غير المسبوق وقطع الموارد الأساسية، والوضع الكارثي في المنشآت الصحية، ومحدودية الأدوية.
وحول تجربته مع الحرب، أوضح الشوا أنه ترك وعائلته منزلهم، فيما يمكث حاليًا في شقة صغيرة مستأجرة يشاركه فيها أربعون شخصًا. وأشار إلى أن ابنه (14 عامًا) تعرض لهجوم إسرائيلي، ومنذ ذلك الحين يشعر بخوف دائم ولا ينام لوحده. ووصف الشوا ما يحدث بأنها جرائم لا ترتكب بحق الفلسطينيين فحسب، إنما ضد الإنسانية، وأن الهجمات الإسرائيلية تمثل انتهاكات جسيمة بحق القانون الدولي والقانون الإنساني. وعليه، يجب اتخاذ تدابير لإيقافها وحماية المدنيين ووقف الهجمات وإدخال كافة المساعدات.
من جانبه بيّن الصوراني، أنّ إسرائيل كقوة محتلة لا تريد تطبيق القانون الدولي الذي يحمي المدنيين وقت الحرب، فهي تتعمد استهدافهم، مخالفة بذلك كافة مواد القانون الدولي، ومنتهكة معاهدة جنيف، وذلك يظهر جليًا في كافة الممارسات الإسرائيلية، ابتداءً من المستوطنات وصولا إلى القتل العمد واعتقال الأطفال.
وأشار الصوراني إلى أن إسرائيل ارتكبت في الحرب الحالية على غزة جرائم غير مسبوقة، وإبادة يمكن الاستدلال عليها بتصريحات قادة الاحتلال، وعدم تفريقهم بين السكان وحماس، ووصفهم المدنييين الفلسطينيين بالـ”حيوانات بشرية”، ونزع الصفة البشرية عنهم، والتهديد بتهجيرهم وقطع الموارد الأساسية عنهم، لافتًا إلى أنّ كل ما يقوم به الاحتلال هو تنفيذ لتلك التصريحات، ما أدى إلى دمار مهول وإزاحة جماعية غير مسبوقة، واستهداف للمدنيين، فقد استشهد 37 ألف شخص لحد تلك اللحظة، أغلبهم من النساء والأطفال، وأصيب 85 ألف شخص ثلثهم سيستشهدون نتيجة نقص الدواء والغذاء والعناية الطبية، ومجاعة متعمدة، مؤكدًا على بشاعة ما يقوم به الاحتلال علنًا، فيما العالم يشاهد وحكومات الغرب لا تزال تدعم إسرائيل وتتواطأ معها، وهم بذلك يجعلوها تشعر بالحصانة نتيجة عدم المساءلة.
فيما استهل جبارين مداخلته بالتأكيد على أنّ البداية لم تكن من 7 أكتوبر، إنما منذ عام 1948م. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يعترف بالشعب الفلسطيني، ومشكلة الفلسطينيين ليست مع اليهود، إنما مع الكيان السياسي والحركة الصهيونية.
أوضح جبارين أن محكمة العدل الدولية قررت تدابير أولية الزامية، وقراراتها من المفترض أن تطبق من كافة الدول. وفيما يتعلق بمعاهدة منع الإبادة فهي قانون عرفي ينطبق على الأعضاء بالاتفاقية وغير الأعضاء، وعليه، ليس على الدولة مرتكبة الجريمة فقط الالتزام بالتدابير، إنما تقع مسؤولية القيام بدور إيجابي وتقدمي على الدول الأعضاء، عبر المساعدة في وقف الجريمة المرتكبة، من خلال اتخاذ تدابير وقائية أو دبلوماسية أو اقتصادية… إلخ، وتنفيذ عقوبات بحق الدولة المرتكبة للجريمة، والتدخل بشكل مباشر.
وشدد جبارين على أننا نفتقد للعمل من قبل الدول، إذ لا يوجد عمل متخذ، فعلى مدار 76 عامًا شعرت إسرائيل بأنها تتمتع بالحصانة وأنها فوق القانون، في الوقت الذي لا يستمع أحد للمطالبة بضرورة المساءلة لكي لا يتكرر الماضي، ولم تقم أي دولة بالتزامتها بموجب القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وهذا ما يشجّع إسرائيل على مواصلة ارتكاب جرائمها وتجاهل قرارات محكمة العدل الدولية، ونوّه إلى أننا نتيجة عدم احترام القانون الدولي وفروعه سنصل إلى مرحلة حكم الغاب.

واتفق كل من جبارين والصوراني على أن المشكلة ليست بالقانون الدولي ونصوصه إنما بالرغبة السياسية واحترام القانون والمعايير المزدوجة، وأكدّ جبارين أن تفكير الغرب عنصري واستعماري، وهذا ما اتضح حين أعطت دول غربية الضوء الأخضر لنتنياهو في الحرب على غزة، فيما قارن الصوراني كيف وقف الغرب ضد روسيا في حربها على أوكرانيا بصرامة في حين تواطأ مع إسرائيل عبر مساعدتها وتوفير غطاء قانوني لها في حربها على غزة، مؤكدًا أن النظام الدولي اختياري ومسيّس ويعاني من الانفصام، فيما دعا جبارين إلى إعادة التفكير في الأمم المتحدة واصلاحها.

وخلص جبارين، إلى أن النظام الدولي فشل في حالة غزة، مؤكدًا أن الوضع قبل غزة ليس كما بعدها، وعليه يجب علينا أن نقف على الطريق السليم فيما يتعلق بالقيم خلال هذه اللحظة التاريخية، منوهًا إلى أن هناك مسؤولون كثيرون وقفوا على الجانب الخاطئ. فيما عقد جبارين الأمل على الشعوب التي وقفت واحتجت من أجل قيم العدالة والمساواة، وركّز على ضرورة إعادة تقيم استراتيجية المجتمع المدني على أن تكون استراتيجية طويلة الأمد، وتولي اهتمامًا بدول الجنوب، إضافة إلى تعزيز العلاقات مع المجتمعات المدنية الأخرى مثل النقابات، والعمل مع الجيل الجديد، وأشار إلى أهمية تقييم مواقف الحكومات والدول، وما الذي يمكن القيام به مع المواطنين الذين وقفوا بصرامة إلى جانب قيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان، فيجب استخدام مصطلحات وكلمات تعبر عما يحدث من إبادة جماعية ونظام استيطان استعماري، واستغلال كافة الخيارات المتوفرة.

وستعقد محاضرة بيسان القادمة يوم الأربعاء 17 أبريل الساعة 7 مساءً بتوقيت فلسطين (6 مساءً بتوقيت وسط أوروبا، 12 ظهرًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة)، وسيقدمها البروفيسور ديفيد مومفورد (جامعة براون وجامعة هارفارد)، حول الروبوتات الذكية، ويمكنك التسجيل في الندوة عبر الضغط هنا!

#أخبار_البلد

زر الذهاب إلى الأعلى