اعتقالات خلال تظاهرة في حيفا اسنادا لجنين ومخيمها
تظاهر مساء اليوم حشد من المواطنين في مدينة حيفا، بالداخل الفلسطيني المحتل، إسنادا لجنين ومخيّمها، في ظلّ تواصُل عدوان الاحتلال الإسرائيليّ عليها، لليوم الثاني، الذي أسفر عن استشهاد 12 مواطنا، وإصابة نحو 140 على الأقلّ، بينهم عشرون بحالة خطيرة.
واعتقلت شرطة الاحتلال ثمانية مواطنين خلال التظاهرة، التي نظمت عند ساحة الأسير في مدينة حيفا، تحت شعار: “من حيفا إلى جنين دم واحد، مصير واحد”.
وعُرف من بين المعتقلين: إبراهيم عودة، ووسيم خير، وصالح بكري، وزينب زبيدات، وغابي كاردو، ومجد بكري، ومينا علاء الدين.
وجاءت هذه التظاهرة بدعوة من مجموعات وحراكات شبابية، بينها: حراك حيفا، وحركة أبناء البلد، وحركة شباب حيفا، والتجمع الطلابي، و”ارفض شعبك بحميك”.
كما حاول متظاهرون، إغلاق الشارع، حيث نُظِّمت التظاهرة.
وهتف المشاركون في التظاهرة بشعارات منددة بعدوان الاحتلال المستمرّ على جنين ومخيمها، من بينها”من حيفا تحية لجنين الأبية”، و”تحيتنا العالية لجنين الغالية”.
ورفع المشاركون في التظاهرة، لافتات كُتبت عليها عبارات منددة بعدوان الاحتلال، باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى العلم الفلسطيني الذي عمد عناصر شرطة الاحتلال إلى مصادرته من المتظاهرين.
وقالت الناشطة ماريا حداد: “رسالتي من مشاركتي اليوم هي التضامن مع أهالي مخيم جنين، ومع أمهات الشهداء، لكنني لا أستطيع أن أصرح بأي كلمة لأنني لن أتمالك نفسي من شدة القهر، وأشعر أن موجة من البكاء تجتاحني”.
وقال حليم حداد: “لا يوجد وصف يعطي هذه الجريمة حقها، ومن شدة غضبنا لا نجد تعبيرا مناسبا لما يحدث. نحن هنا نقاوم بالكلمة، لكن أهالي جنين يقدمون الشهيد تلو الشهيد، نحن نتضامن مع ذوي كل الشهداء سواء أكانوا في جنين أم غيرها من المدن الفلسطينية الأخرى، وهذا واجبنا تجاه قضية شعبنا في التعبير عن غضبنا من ممارسات الاحتلال الغاشم وعنجهيّته، ولن نحيد عن الثوابت الوطنية”.
وفي السياق قالت دلال حسين، وهي إحدى المشاركات في التظاهرة: “وجودي هنا اليوم هو ردة فعل طبيعية، نتيجة العنف والاجتياحات والتهجير ضد أهالي مخيم جنين، وهذا ما جعلني كتلة من الغضب ودفعني رغم وضعي الصحي”.
وأضافت: “أنا هنا لأوصل رسالة مفادها؛ أننا يجب أن نقف صفًّا واحدًا، ضد ممارسات الاحتلال، وألا يثنينا شيء عن ذلك، علنا نستطيع أن نفعل شيئا لقضيتنا العادلة، ولا تخيفنا الاعتقالات الجارية، وقبل قليل شهدت عدة اعتقالات لا مبرّر لها، ولم يرتكب المعتقَلون ما يستوجب اعتقالهم أصلا”.
من جانبها، قدمت المحامية سوسن زهر المختصة بحقوق الإنسان، استشارة للمعتقلين بالتعاون مع عدد من المحاميين، وقالت: “أشارك في المظاهرة كناشطة، عدا عن كوني محامية أدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، لأن ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي من ممارسات عدوانية همجية، ممنهجة، لم تترك لي خيارا في أن أشارك، أم لا، فهذا واجبي الوطني تجاه قضية شعبي، لأطلق من هنا صرخة ضد الاجتياح والعدوان، والاحتلال للأراضي الفلسطينية”.
وأضافت زهر أن “هذا التهجير الذي يُفرَض على أهالي مخيم جنين، يعود بذاكرتنا إلى الوراء، إلى مأساة النكبة التي لم تُنسَ، والتي ما يزال يرددها أهالينا الذين عايشوا تلك الحقبة المرعبة.
المصدر: عرب 48