مركز “شمس”: يطالب الأمين العام للأمم المتحدة لإدراج جيش الاحتلال على القائمة السوداء،للجيوش الأكثر استهدفاً للأطفال في العالم
في اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان
طالب مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” الأمين العام للأمم المتحدة لإدراج جيش الاحتلال الإسرائيلي على القائمة السوداء، للجيوش الأكثر استهدفاً للأطفال في العالم ، وذلك في اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان على أن الطفولة الفلسطينية ما زالت مستباحة في ظل صمت دولي مريب، ففي اليوم الذي يحتفل فيه العالم بهذه المناسبة في 4/6 من كل عام، ذلك اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة في 19/8/1982م بعد المجازر المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الأبرياء من الفلسطينيين واللبنانيين خلال الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1982م، ونظراً لفظاعة تلك الجرائم والمجازر التي تعرض لها الأطفال،أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذلك اليوم ليكون مناسبة للتذكير بالضحايا من الأطفال الأبرياء ومناسبة هامة للعمل على توفير مستقبل آمن للأطفال ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة في العالم.
كما وندد مركز “شمس” بصمت العالم عن جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، ففي الوقت الذي يعيش فيه أطفال العالم في ظل أمن وسلام وبيئة صحية جيدة وفي الحدائق والملاعب والملاهي الرياضية، يستمر مسلسل الجرائم بحق أطفال فلسطين، إذ يحرم الاحتلال الإسرائيلي الأطفال الفلسطينيين من أبسط حقوقهم وعلى رأسها الحق في الحياة، فما زلت آلة الحرب والاحتلال الإسرائيلية تمعن في استهدافهم في بيوتهم وحتى في خيامهم، ومجزرة رفح التي ارتكبت قبل أيام باستهداف الاحتلال لخيام النازحين الفلسطينيين والتي راح ضحيتها العشرات من الأطفال الأبرياء هي أكبر شاهد ودليل على تلك الجرائم والاستهدافات، ومن ينجو من آلة الموت والقتل الإسرائيلية من الأطفال ربما يموت جوعاً وعطشاً بسبب الحصار والإغلاق المحكم الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ويتم مصادرة حقوق الأطفال الفلسطينيين في التعليم والترفيه والحياة الكريمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
واستنكر مركز “شمس” في اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يومياً بحق الشعب الفلسطيني، إذ بلغ عدد الشهداء منذ 7/10/2023م حوالي (36397) شهيداً في قطاع غزة، من بينهم (15162) من الأطفال، وبلغ عدد المفقودين حوالي (10000) مفقود من بينهم حوالي (4700) مفقوداً من النساء والأطفال، وفي الضفة الغربية بلغ عدد الشهداء حوالي (523) شهيداً، من بينهم (129) شهيداً من الأطفال، وبلغ عدد الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال حوالي (250) أسيراً.
وشدد مركز “شمس” على أن قتل الأطفال الأبرياء من قبل الاحتلال الإسرائيلي هو عبارة عن سياسة منظمة وممنهجة وفق الأدبيات السياسية والفكرية والأيديولوجية والدينية الإسرائيلية استناداً إلى معتقدات تلمودية وتوراتية بأن قتل الأطفال الغير يهود لا يعتبر جريمة بل هو عمل يتم التقرب به إلى الله، وهذه الأعمال الإجرامية تستند على الفكر الصهيوني القائم على نفي الآخر وتدميره، بصرف النظر عن لونه وجنسه وعرقه وعمره طفلاً كان أم غير طفل، وتجسد تلك الأعمال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني منذ العام 1948م وحتى يومنا هذا، إذ أن جرائم الإبادة لم تفارق الفكر والممارسة للاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني طيلة سنوات الاحتلال والنكبات المتتابعة.
وأكد مركز “شمس” على أن استهداف الأطفال الأبرياء يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني الذي يوفر حماية خاصة للأطفال خلال الحرب والنزاعات المسلحة، لاسيما لاتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12/8/1949م، إذ نصت المادة رقم (17) على أن ( يعمل أطراف النزاع على إقرار ترتيبات محلية لنقل الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال والنساء من المناطق المحاصرة والمطوقة)، وللمادة رقم (24) من نفس الاتفاقية التي نصت (على أطراف النزاع أن تتخذ كافة التدابير الضرورية لضمان عدم إهمال الأطفال دون الخامسة عشرة الذين تيتموا أو تفرقت عائلاتهم وأن تضمن رعايتهم وإعالتهم وتعليمهم)، وانتهاك أيضاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة 1989م، وللعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسنة 1966، ولقرارات مجلس الأمن الدولي لاسيما للقرار رقم (1612) لسنة 2005 بخصوص وضعية الأطفال في النزاعات المسلحة، وانتهاك لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لاسيما لقرار الجمعية العامة رقم (58/245) بخصوص الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح، والقرار رقم (48/157) بخصوص حماية الأطفال المتأثرين بالنزاعات المسلحة.
وفي نهاية بيانه الصحفي طالب مركز “شمس” الأطراف السامية الموقع على اتفاقيات جنيف والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمقرر الخاص المعني بالأطفال في النزاع المسلح، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان، ومنظمة اليونيسيف، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة التحرك العاجل وإجبار حكومة الاحتلال الإسرائيلي على وقف جرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين وتطبيق القانون الدولي الإنساني الذي يحمي المدنيين في حالات الحرب والنزاع المسلح.