الإعلام الحكومي في غزة يفنّد كذب رواية الاحتلال بشأن مجزرة مدرسة النصيرات
أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كذب ما نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي، من قائمة أسماء لمواطنين زعم أنّه قتلهم في المجزرة التي ارتكبها، الخميس، في مخيم النُصيرات وسط قطاع غزة، مُشدّداً على نشر الاحتلال معلوماتٍ زائفة وترويجه أكاذيب يسعى من خلالها لتضليل الرأي العام .
وأوضح المكتب الحكومي أنّ جيش الاحتلال نشر، مساء الجمعة، معلوماتٍ زائفة، هي عبارة عن قائمة أسماء رباعية مصحوبة بصورٍ شخصية، زعم أنّه قتلهم في المجزرة التي ارتكبها بقصفه مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية، ليتبيَّن أنّ من بين الأسماء التي نشرها الاحتلال مواطنون أحياء وآخرون مسافرون، وعدد من الشهداء الذين ارتقوا في أوقاتٍ وأماكن مغايرة، وليس في النصيرات.
وفنّد المكتب الحكومي ادعاءات وأكاذيب الاحتلال، في مؤتمرٍ صحافي عقده في ساعةٍ متأخرة ليل الجمعة من ساحة مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، مؤكّداً عدم صحة القائمة التي نشرها الاحتلال وزيف المعلومات وتضليلها الرأي العام.
وضمن تفنيده الدقيق لمزاعم الاحتلال، أوضح المكتب أنّ القائمة التي نشرها جيش الاحتلال تحتوي أسماء ثلاثة مواطنين على قيد الحياة، ولم يُستشهدوا، وأنّ من بينهم مواطن مسافر منذ سنوات، ويعيش الآن خارج فلسطين.
كما تضم قائمة الاحتلال أسماء مواطنين ارتقوا شهداء في أماكن أخرى، وفي مواقيت مُغايرة، ولم يُستشهدوا في مجزرة النصيرات، إضافةً إلى رجلٍ مُسن تُوفي وفاةً طبيعية عام 2017، ولم يُستشهد في مجزرة النصيرات.
وبزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّه لم يقتل أطفالاً في مجزرة النصيرات، وكشف المكتب الحكومي زيف الادّعاء بنشر أسماء الأطفال الذين قتلهم قصف جي الاحتلال المدرسة في النصيرات.
المكتب الإعلامي نشر قائمةً لأسماء 14 طفلاً، تتراوح أعمار 12 منهم بين 8 أعوام و16 عاماً، إضافةً إلى طفلين لم يتم التعرف عليهما، بسبب تحوّلهما إلى أشلاء نتيجة القصف.
وأشار إلى أنّ قائمة أسماء الأطفال الشهداء، يُضاف إليها المدنيين والنساء الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في المجزرة.
وشدّد المكتب الإعلامي، في مؤتمره الصحافي، على أنّه أمام هذه الأكاذيب الإسرائيلية والمجازر التي يشهد عليها العالم كله، يؤكّد على أنّ جيش الاحتلال يتعمّد استهداف وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين والنازحين، وخاصةً من الأطفال والنساء.
كما لفت إلى أنّ الاحتلال يستهدف مدارس وكالة “الأونروا”، ومراكز الإيواء والنزوح التي تضم عشرات الآلاف الذين هربوا من القتل والقصف بشكل متعمّد في إطار الإبادة الجماعية، وفي إطار الضغط على أهالي قطاع غزة وتأزيم واقعهم الإنساني بشكلٍ غير مسبوق على مستوى العالم.
ودان سردية الاحتلال الإسرائيلي، واصفاً إياها بـ”الكاذبة”، وموضحاً أنّ الروايات الزائفة والأكاذيب التي يسوّقها الاحتلال بعد كل مجزرة، “يريد من ورائها تبرير جرائمه البشعة والوحشية التي يرتكبها بحق المدنيين والأطفال والنساء، والتي فشل العالم في إيقافها على مدار أكثر من ثمانية أشهر متواصلة من القتل والتدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
المكتب الحكومي دان أيضاً الدعم الأميركي الكامل والشامل المُقدّم إلى كيان الاحتلال، مُذكّراً أن الكيان يمارس جرائمه بشكلٍ منظّم.
وحمّل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم ضد الإنسانية والجرائم ضد القانون الدولي، داعياً العالم إلى إدانة هذه المجازر، وإدانة حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي ختام المؤتمر الصحافي، الذي عقده المكتب الحكومي وسط قطاع غزة الذي اشتدّ عليهم القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي، طالب المجتمع الدولي، وكل المنظمات الأممية والدولية، إلى الضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء في قطاع غزة.
وطالب المجتمع الدولي والمحاكم الدولية بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين والأميركيين، مؤكّداً أنّهم “يُشرفون على تنفيذ الإبادة الجماعية بشكلٍ مدروس وبنية مبيّتة”.
يُجدر الإشارة إلى أنّ وكالة “الأونروا” كانت قد تابعت المجزرة التي ارتكبها الاحتلال، وما زالت تنقل، على منصاتها الإلكترونية، موثّقةً شهاداتٍ لنازحين ومُصابين كانوا ضحايا للقصف الإسرائيلي الذي استهدفهم بشكلٍ مباشرة في المدرسة المُصنّفة “آمنة”.
المصدر: “الميادين”