الاحتلال يواصل عدوانه على لبنان.. ويستهدف مناطق متفرقة في الجنوب والبقاع
ارتفعت حصيلة الشهداء الذي ارتقوا، اليوم الأربعاء، في العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، إلى 51 شهيداً، فيما أُصيب 223 جريحاً، في حصيلة غير نهائية، بحسب ما أفاد وزير الصحة فراس الأبيض.
ومنذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، بلغ عدد الشهداء 1247، والجرحى 5278، معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء، أكثر من نصفهم ارتقى وجُرح في آخر 3 أيام.
يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال استهداف القرى والبلدات في الجنوب والبقاع.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ طيران الاحتلال المعادي نفّذ سلسلة غارات استهدفت بلدات كوثرية السياد، تول وكفرصير وكفرحتى، حيث دمّرت منزلاً فيها، وذلك اعتباراً من الساعة التاسعة إلّا ربعاً من مساء اليوم.
وسبق هذه الاعتدءات على الجنوب، استهداف الاحتلال بلدات العديسة، الحوش، برج الشمالي، مجدلزون، كفركلا، كفرا، ياطر، زوطر الشرقية، عدلون، ميس الجبل، عيتا الشعب، كفرشوبا، حداثا، حاريص، كفرشوبا، حاروف، حي الناصرية، المنصوري، الحنية، حي المساكن، العباسية، برج رحال، أطراف محرونة، محيط المستشفى اللبناني الإيطالي قرب المدخل الجنوبي لمدينة صور، حومين الفوقا والمروانية وأطراف بلدة البيسارية، ومفترق بلدة معركة.
ولفتت وزارة الصحة إلى جرح شخصين في غارة مُعادية إسرائيلية على بلدة راس أُسطا في قضاء جبيل. كما استهدفت طائرات الاحتلال الهرمل، وبلدة دورس عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك شرقي البلاد.
إدارة حركة النزوح
وبالتزامن مع هذه الاعتداءات، تشهد مختلف المناطق اللبنانية حركة نزوح كثيفة بحثاً عن مكانٍ آمن من اعتداءات الاحتلال. وفي هذا الإطار، قال الأبيض إنّ الخط الساخن المخصص للردّ على أسئلة النازحين واستفساراتهم هو 1787، مؤكّداً أنّه يعمل من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء.
وأضاف أنّ فرق وزارة الصحة العامة “ستتفقد النازحين في مراكز الإيواء لتعبئة استمارات تتعلق بحاجاتهم الصحية، فضلاً عن جولات لبرنامج الترصد الوبائي على المراكز تحسباً من إمكان تفشي أمراض معدية، كما حصل في غزة، حيث عاود وباء شلل الأطفال الانتشار”.
وأعلن عن “لائحة سيتمّ تحديثها بشكل يومي تتضمن جدولاً بمراكز الرعاية الصحية الأولية المربوطة بمراكز الإيواء، وفي كل مركز رعاية اسم ورقم ضابط ارتباط مهمته التواصل مع مركز الإيواء المربوط بالمركز لتلقّي طلبات النازحين وتأمينها”.
وأوضح الأبيض أنّ “الخدمات الطبية تشتمل، تأمين أدوية الأمراض المزمنة والحادة، وتحويل الذين يحتاجون إلى غسيل كلى إلى المراكز المتخصصة، وتحويل مرضى السرطان الذين يأخذون العلاج الإشعاعي إلى أقسام العلاج النهاري في المستشفيات، وأيضاً تأمين أدوية مرضى السرطان التي كانوا يستلمونها من الصيدليات، وذلك عبر التواصل على الرقم الساخن 1787 أو الرقم 1214 المخصص لمرضى السرطان حصراً، ومتابعة النساء الحوامل.
كما أكّد أنّه “سيتم أيضاً تأمين ما هو بحكم الدواء للنازحين مثل الحليب وذلك من خلال مراكز الرعاية أو عبر العيادات النقّالة”، مشدداً على أنّ “السعي مستمر لعدم حصول أي نقص في الخدمات الصحية التي يحتاج إليها النازحون”.
بدوره، أعلن منسق خطة الطوارئ الحكومية ووزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين خلال مؤتمر صحافي في السرايا الحكومية، أنّ عدد النازحين في مراكز الإيواء يُشكّل نحو 30% من مجموع الأهالي الذين هجّروا، مقدّراً عدد النازحين من المناطق اللبنانية، وخصوصاً الجنوب والبقاع، بأكثر من 150 ألفاً حتى الساعة.
وأشار ياسين إلى استمرار عمليات الاستجابة لحاجات النازحين بالتنسيق مع غرف العمليات المناطقية عبر المحافظين والقائمقامين واتحادات البلديات حيث تقوم الهيئة العليا للإغاثة أيضاً بجهدها لتأمين الحاجيات الأساسية، مع الإشارة إلى التحديات الكبيرة، خصوصاً لناحية تأمين الفرش والبطانيات لنقصها من السوق، وبسبب احتكار البعض لها، مؤكّداً البدء بالمعالجة مع وزارة الاقتصاد لوقف هذا الاحتكار وارتفاع أسعارها.
فضل الله: نخوض هذه الحرب بشجاعة وحكمة
وعلى الرغم من كل هذه الاعتداءت المتواصلة للضغط على حزب الله، إلاّ أنّ الأخير يواصل عملياته، ويوسّع دائرة نيرانه شمالي فلسطين المحتلة، محققاً إصابات دقيقة.
وفي السياق، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، أنّ “العدو وسّع العدوان لكنّه لا يستطيع التحكّم بنتائج الحرب ولا بنهايتها”.
وأضاف فضل الله أنّ “ما يدّعيه العدو عن إلحاق ضرر كبير ببنية المقاومة هو تضليل”، مشدداً على أنّ “صواريخ المقاومة بنوعيتها ومداها وأهدافها تُطلق بدقة ووفقاً لما تقتضيه متطلبات الدفاع عن لبنان”.
وأشار إلى أنّ المقاومة “تخوض هذه الحرب بشجاعة وجرأة وحكمة”، وأنه “ليس أمام العدو من خيار سوى وقف حربه على غزة ولبنان”، مؤكّداً أنّه “لن يتمكّن من فرض معادلات جديدة”.