ورقة بحثية: أهمية المكون العائلي الفلسطيني وأثره في المستقبل السياسي لقطاع غزة
أصدر مركز رصد للدراسات والأبحاث في بريطانيا ورقة بحثية بحثية بعنوان: أهمية المكون العائلي الفلسطيني وأثره في المستقبل السياسي لقطاع غزة
بات واضحاً إن غزة تشهد وفي الآونة الأخيرة تصاعدًا في العنف بين بعض العائلات الكبيرة وهو ما تنقله بعض منصات ومواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية ، ومع تصاعد أهمية هذه النقطة وضع مركز رصد للدراسات البحثية والاستراتيجية في لندن ورقة تقدير موقف عن هذه النقطة وأهميتها بالنسبة لقطاع غزة .
الورقة تقول إن هذا بعض من أشكال العنف والفلتان الأمني في القطاع الحاصل الآن لا يقتصر على النزاع العائلي التقليدي، بل يرتبط بشكل مباشر بالصراع حول المساعدات الإنسانية التي تُرسل إلى القطاع في ظل حالة السيولة التي بات عليها القطاع منذ الغزو الإسرائيلي.
وتشير الورقة إلى أنه وبينما تتصارع هذه العائلات (أو بعض من أفرادها) على فرض سيطرتها على توزيع المساعدات، يبرز دورها بشكل متزايد في حماية السكان المحليين وتقديم الدعم لهم في ظل الوضع الراهن، ومن تحليل بعض من منصات وحسابات التواصل يتضح وبجلاء إن هذه العائلات لا تلعب دورًا محدودًا في الحفاظ على الأمن الاجتماعي فحسب، بل تعد أيضًا لاعبًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل غزة في اليوم التالي بعد الحرب.
وتقول الورقة إن العائلات الكبيرة في غزة، تمثل جزءًا لا يتجزأ من التركيبة الاجتماعية والسياسية للقطاع. هذه العائلات ليست مجرد كيانات اجتماعية تقليدية، بل هي في كثير من الأحيان مرجعية في قضايا الأمن، والإغاثة، والتنظيم الاجتماعي. وفي خضم الحرب الحالية، نرى أن هذه العائلات باتت تشكل قوة أساسية في الحفاظ على النظام وتوفير الحماية للمدنيين. وبينما تزداد معاناة السكان نتيجة الحصار والهجمات العسكرية، تعمل هذه العائلات على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، في الوقت الذي تواجه فيه تحديات كبيرة من الأطراف المختلفة.
وعن التأثير السياسي والاجتماعي لهذه العائلات في ما بعد الحرب تقول الورقة، تعتبر هذه العائلات جزءًا لا يمكن تجاهله من المشهد السياسي المستقبلي في غزة. في اليوم التالي بعد الحرب، ستلعب هذه العائلات دورًا محوريًا في إعادة بناء القطاع واستقرار المجتمع. إن قدرتها على توفير الخدمات الأساسية مثل الأمن، والرعاية الصحية، والتعليم، والإغاثة الإنسانية تجعلها عناصر أساسية في تشكيل بنية الحكم القادمة في غزة. علاوة على ذلك، فإن ارتباط هذه العائلات بالمجتمع المحلي والقدرة على تنظيم وتوجيه الموارد يجعل منها عنصرًا فاعلًا في أي جهود لإعادة الإعمار.
وعن اعتماد غزة على هذه العائلات في المرحلة القادمة تشير الورقة إلى أن العديد من العائلات في قطاع غزة تعتمد بشكل جدي على العائلات الكبيرة في القطاع لتوفير الاحتياجات الأساسية خلال هذه الأزمة. فبدلاً من الاعتماد على المنظمات الدولية أو الوكالات الحكومية، تجد العديد من العائلات أن هذه العائلات الكبيرة تمثل أملًا حقيقيًا لتوفير الخدمات الحيوية والحفاظ على الاستقرار في ظل الظروف الصعبة. إن هذه العائلات تتمتع بشبكات اجتماعية قوية يمكنها من خلالها تنسيق عمليات الإغاثة والمساعدة في توزيع المساعدات.
تنتهي الورقة بالقول إن التصعيد الحالي للعنف بين بعض من العائلات الكبيرة في غزة حول المساعدات الإنسانية لا يمكن أن يُنظر إليه فقط كقضية اجتماعية أو اقتصادية، بل كمسألة ذات تأثير سياسي عميق. بعد الحرب، ستكون هذه العائلات عناصر رئيسية في تشكيل المستقبل السياسي والإداري للقطاع، ولن يكون من الحكمة تجاهل دورها في إعادة بناء غزة. إن وجود هذه العائلات في النظام السياسي المقبل لا يمثل مجرد ضرورة، بل هو أمر حيوي لاستقرار القطاع ونجاح عملية إعادة الإعمار. لا يمكن تجاوز هذا المكون العائلي الغزاوي، بل يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من أي حل سياسي مستقبلي في غزة.