الذكرى الأولى لاستشهاد القيادي صالح العاروري في لبنان.
تمر اليوم الذكرى السنوية لاستشهاد القائد البارز صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الذي اغتاله الاحتلال في 2 يناير 2024، عبر قصف طائراته لبناية في ضاحية بيروت الجنوبية. استشهاد العاروري، الذي كان أحد قادة الحركة البارزين، يأتي في وقت حساس مع استمرار المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبالذكرى الأولى لاستشهاده، تتجدد العزيمة في صفوف المقاومة الفلسطينية التي تواصل النضال ضد الاحتلال.
إرث القائد العاروري: جهادٌ لا ينتهي
يعتبر صالح العاروري أحد القادة الميدانيين لحركة “حماس” وأحد المؤسسين البارزين للمقاومة في الضفة الغربية، حيث كان يشرف على العمليات العسكرية والإستراتيجيات الهامة التي تبنتها الحركة خلال السنوات الأخيرة. القائد الذي نشأ في بيئة حاضنة للثورة الفلسطينية، أصبح رمزًا للتضحية والجهاد، وكرس حياته لقضية فلسطين والأقصى المبارك.
وذكر الشهيد العاروري في إحدى مقابلاته السابقة: “فلسطين ليست مجرد أرض أو حدود، بل هي قضية الأمة الإسلامية والعربية بأسرها. القدس يجب أن تكون في قلب كل مسلم، والأقصى هو الخط الأحمر الذي لن نسمح للاحتلال بعبث به.” كلمات العاروري كانت تعبيرًا عن إيمانه العميق بالقدسية الدينية والوطنية لفلسطين، والتي استمرت ترسخ في قلبه منذ نشأته وحتى آخر لحظات حياته.
حماس: “لن يوقف الاحتلال إرادة شعبنا”
في بيانٍ صدر عن حركة “حماس” اليوم، أكدت الحركة أن الاغتيال الغادر لصالح العاروري لن يفلح في كسر إرادة المقاومة الفلسطينية، بل يزيد من عزيمة المجاهدين. وأضافت حماس: “الدماء الطاهرة للقائد صالح العاروري وإخوانه التي امتزجت مع دماء عشرات الآلاف من شهداء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج، ستظل نبراسًا لكل مجاهد ومقاوم على طريق التحرير وإقامة دولتنا الفلسطينية.”
وتابعت الحركة في بيانها: “مضى القائد صالح العاروري وإخوانه إلى ربهم شهداء، بعد حياة حافلة بالتضحية والجهاد والمقاومة والعمل من أجل فلسطين، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.” وأضافت الحركة أن العاروري ترك خلفه رجالاً أقوياء مستعدين لمواصلة مسيرته في مواجهة الاحتلال والدفاع عن القدس والأقصى.
حركة حماس: عودة مستمرة على طريق الشهداء
كما جددت “حماس” دعوتها لشعب فلسطين بالمضي قدمًا على طريق الشهداء الذين ارتقوا من أجل الحرية والتحرير. “حركتنا لن تهزم أبداً، وقدمنا شهداءً على طريق الكرامة والحرية، ومنهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ورئيس الحركة اللاحق يحيى السنوار، بالإضافة إلى مؤسسي الحركة الذين قدموا حياتهم فداءً لفلسطين.”
وأكّدت الحركة أنه على الرغم من الممارسات الإجرامية للاحتلال، فإن روح المقاومة لن تموت. وأضافت: “إننا على عهد قادتنا العظام ماضون في هذا السبيل حتى النصر والتحرير، لا نخشى إرهاب الاحتلال وإجرامه.”
كما قال حماس، إن هذه المحاولات لم تزد شعب فلسطين إلا عزيمة وإصرارًا على الاستمرار في المقاومة ضد الاحتلال.
المقاومة الفلسطينية: رسالة الأجيال القادمة
إن استشهاد العاروري يعد مثالًا على تضحيات كثيرة لم تتوقف منذ عقود في فلسطين، مع مرور الزمن تتجدد الرسائل من خلال الأجيال القادمة الذين يواصلون النضال ضد الاحتلال. وقالت حماس في بيانها: “سنظل ندافع عن حقوقنا وأرضنا ومقدساتنا حتى التحرير.”
ورغم الحروب والهجمات المتواصلة من قبل الاحتلال، تظل القضية الفلسطينية حية في وجدان شعوب العالم، ويظل الشهيد صالح العاروري ورفاقه من قادة الحركة رمزًا للثبات والمقاومة.