متسلقون الجبال من اليونان يرفعون علم فلسطين على قمة أعلى جبل
في فعالية هامة تعكس عمق معاني التضامن بين الشعوب، تمكن متسلقون الجبال من “جمعية التسلق اليونانية” من رفع علم فلسطين على أعلى نقطة في قمة جبل أوليمبوس، الذي يُعد أعلى جبل في اليونان.
وصرّح كوستاس إيسيخوس، نائب وزير الدفاع الأسبق في حكومة اليسار اليونانية 2015-2018 قائلاً : “هذا العمل يرمز إلى أقوى تضامن من الشعب اليوناني تجاه إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين الذين نتظاهر من اجل قضيتهم التي باتت تمثل أولى القضايا الدولية اليوم وأهمها التي تتطلب حلا عاجلا يتلخص بإنهاء الأحتلال والأستيطان واقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية ، وتاييدا للنضال البطولي من أجل وطن فلسطيني حر ديمقراطي في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل”. وأضاف ايسيخوس : “نحن فخورون جداً برفاقنا الذين بذلوا جهداً مذهلاً لتحقيق هذا الإنجاز رغم كل التحديات وسنستمر مع كل القوى اليسارية والتقدمية باليونان وأوروبا في مضاعفة مظاهر تضامننا المتعددة مع الاصدقاء الفلسطينين ومن اجل وقف سياسات النفاق والانحياز بالإتحاد الأوروبي “.
وأشار إيسيخوس إلى أن الاستعدادات لهذه المهمة جرت بسرية تامة عن معرفة السلطات الحكومية ووسائل الإعلام ، لتجنب أي محاولات تخريبية قد تقوم بها الاجهزة الأمنية التابعة للحكومة اليونانية اليمينية التي تتخذ مواقف مساندة لإسرائيل تحت شعارات حق الدفاع عن النفس . وختم تصريحه الصحفي بقوله: “لقد فعلناها ، ستنتصر فلسطين التي يحتاج شعبها لحقه في تقرير مصيره وللدفاع عن نفسه من سطوة الأحتلال العسكرية وجرائمه الفاشية “.
من جانبه، أعرب مروان طوباسي، سفير دولة فلسطين السابق لدى اليونان (2013-2022) ورئيس اللجنة التحضيرية لملتقى فلسطين التقدمي للتضامن بين الشعوب ، عن شكره وتقديره العميق لهذه المبادرة ولصديق فلسطين كوستاس اسيخيوس وللمجموعة التي أنجزت هذا العمل التضامني الهام ولكل المتضامنين اليونان الذين يخرجون في مظاهرات شبه يومية منذ بدء عدوان الإبادة بحق شعبنا ، قائلاً : “نحن ممتنون لثبات موقف أصدقائنا ورفاقنا اليونانيين من قضايا الشعوب وحرياتهم ، وبالمقدمة منها قضية كفاح شعبنا الفلسطيني العادل ضد أبشع احتلال استعماري . وقال ، إن هذه المواقف المبدئية الرافضة للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وجرائمه اليومية التي تتطلب موقفا دوليا عاجلا لوقفها فورا وتمكين شعبنا من حريته واستقلاله الوطني الديمقراطي ، تمثل ايضا موقف هؤلاء الاصدقاء الحقيقين لشعبنا من كل اشكال القهر والاستغلال وسياسات الناتو في منطقة شرقنا المتوسط الداعمة لإسرائيل ، وهي تعكس المبادئ المشتركة التي تجمعنا مع الاصدقاء اليونان وكل مناصري الحق الفلسطيني والمتمثلة بقيم الحرية، الديمقراطية، العدالة، والمساواة للشعوب نحو عالم أفضل دون استعمار أو حروب أو تمييز عنصري .
وأضاف طوباسي ، ان هذا الإنجاز يعكس روح التضامن الشعبي اليوناني بل والعالمي مع نضال الشعب الفلسطيني خاصة في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والاقتلاع العرقي الذي تنفذه دولة الأحتلال اليوم بمشاركة أمريكية غربية ، كما ويؤكد أن قضية فلسطين ستبقى رمزاً للحرية والعدالة في وجه الاحتلال والاضطهاد وأشكال الإستعمار المختلفة التي يحاول الغرب الإستعماري العودة بها الى منطقتنا تحت عناوين التغيير والشرق الأوسط الجديد بهدف مصادرة حقوق الشعوب وتفوق إسرائيل واستمرار الهيمنة الأمريكية .
واشار مروان طوباسي الى ان جبل أوليمبوس، لا يعتبر فقط مجرد أعلى جبل في اليونان، بل يحمل أيضاً أهمية تاريخية وثقافية كبيرة. يعود تكوينه الصخري إلى أكثر من 20 مليون سنة، ويغطيه الثلج معظم أيام السنة. في الأساطير الإغريقية، كان يُعتبر موطناً للآلهة، مما يضفي على هذه الخطوة الرمزية بُعداً تاريخياً وروحياً خاصاً.