بعد انسحابه منها.. الاحتلال يحول بلدات لبنانية حدودية إلى ركام

خلف الاحتلال دمارًا هائلًا في البلدات الحدودية جنوب لبنان بعد انسحابه منها، تاركًا وراءه مشاهد من الركام والأراضي المجرفة التي غيّرت معالم المنطقة بشكل جذري. وبدأ السكان في العودة تدريجيًا منذ الثلاثاء الماضي ليكتشفوا حجم الخراب الذي طال ممتلكاتهم.

وتعرضت العديد من البلدات الحدودية مع فلسطين المحتلة لأضرار بالغة، حيث تعرضت المباني والطرقات للتدمير، إضافة إلى الخراب الذي لحق بالأراضي الزراعية، خاصة مع اقتلاع أشجار الزيتون المعمرة بفعل غارات الاحتلال والتجريف.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار ينص على انسحاب الاحتلال من جنوب لبنان بحلول 26 يناير 2025، إلا أن “إسرائيل” طالبت بتمديد المهلة حتى 18 فبراير، ومع ذلك، لا تزال تحتفظ بخمس نقاط عسكرية داخل الأراضي اللبنانية.

وبدأت حرب الاحتلال على لبنان في 8 أكتوبر 2023، وتصاعدت وتيرتها في 23 سبتمبر من نفس العام، مما أسفر عن مقتل 4 آلاف و110 شهداء وإصابة 16 ألفًا و901 جريح، بالإضافة إلى نزوح حوالي 1.4 مليون شخص، معظمهم من البلدات الحدودية.

وفي حديثه لوكالة الأناضول، قال حسين سرحان، مدرس من بلدة كفركلا، إنه عندما عاد إلى بلدته يوم الأربعاء الماضي، وجدها “مدمرة كليا” مشيرًا إلى أن “نسبة الدمار في البلدة تبلغ 100%”، وأضاف أن “خسارة أشجار الزيتون التي تعود لمئات السنين تعد كارثة كبيرة”.
وأكد سرحان: “سنقوم بإعادة بناء بلدتنا بأيدينا، ولكننا بحاجة إلى الدعم والمساعدة، خاصة من الدولة اللبنانية والدول المانحة لتغطية تكاليف إعادة الإعمار”.

من جانبه، قال المواطن المسن محمد سلمان الشامي (86 عامًا) من كفركلا، إنه فقد جميع ممتلكاته بسبب العدوان الإسرائيلي، حيث دُمّر منزله بالكامل وأرضه المزروعة بالزيتون، مشيرًا إلى أن “نسبة الدمار بلغت 90%، بينما العشرة بالمئة المتبقية أُحرقت”. وأضاف بحسرة: “سنظل هنا، حتى وإن كانت الحياة معدومة، فنحن نشتاق لأرضنا ونعاهدها على إعادتها للحياة”.

على الرغم من الخراب الذي خلفه الاحتلال، إلا أن سكان البلدات الحدودية يصرون على العودة إلى مناطقهم، مؤكدين أنهم سيواصلون جهود إعادة الإعمار رغم التحديات، بينما تراقب قوات الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” الوضع في المنطقة بحذر، وسط تحركات “إسرائيلية” في النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها.

هذه العودة إلى الحياة، رغم الصعوبات الجمة، تؤكد عزيمة السكان على النهوض مجددًا وبناء ما دمره العدوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

#أخبار_البلد

زر الذهاب إلى الأعلى