الغارديان: نتنياهو لا يستطيع البقاء بالسلطة دون حروب وهذا سبب انتهاكه لاتفاق غزة

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في افتتاحيتها الأخيرة، تقريرًا حمل عنوانًا صريحًا حول انتهاك  الاحتلال  لاتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن هذا الانتهاك يدمّر الأمل ويُضاعف المعاناة والدمار على الشعب الفلسطيني.

وبينت الصحيفة في افتتاحيتها، أن استمرار رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في منصبه يعتمد على حرب لا تنتهي، وتكاليف باهظة يدفعها الفلسطينيون والأسرى الإسرائيليين.

وأضافت الصحيفة أن يوم الثلاثاء الماضي كان من بين الأيام الأكثر دموية منذ بداية الصراع، مشيرة إلى أن أكثر من 400 شخص استشهدوا خلال الهجمات الإسرائيلية، من بينهم 174 طفلًا و89 امرأة، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.

وتحدثت الافتتاحية عن مزاعم الاحتلال بأن الهجمات كانت تستهدف “أهدافًا إرهابية”، لكنها أبرزت أن الخسائر البشرية تشمل أعدادًا كبيرة من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال.

وأوضحت أن أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال تشير إلى احتمال تجدد الهجوم البري، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين الذين يعانون بالفعل من صدمات نفسية ونزوح متكرر.

من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى تحذيرات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بأن هذه الهجمات هي “البداية فقط”، في الوقت الذي يعاني فيه أسرى الاحتلال الإسرائيلي من ظروف صعبة، وسط مشاعر من الرعب والخوف بين عائلاتهم، التي تهاجم الحكومة بسبب تخليها عنهم.

وأبرزت الصحيفة أن الرعب يولّد رعبًا آخر، حيث استشهد عشرات الآلاف من الفلسطينيين منذ بداية الحرب، وتستمر الخسائر البشرية في الزيادة، حتى في ظل وقف إطلاق النار، بسبب الحصار الإسرائيلي الذي منع دخول المساعدات الإنسانية.

وركزت الافتتاحية أيضًا على تصريح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي أقرّ متأخرًا بأن الهجمات الإسرائيلية تمثل انتهاكًا للقانون الدولي، لكن رد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني جاء سريعًا بتوبيخ الوزير.

وأكدت الصحيفة أن الأمم المتحدة قد صرحت في تقاريرها بأن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت الطبية الخاصة بالنساء في غزة ترقى إلى “أعمال إبادة جماعية”، فيما أشار تقرير آخر إلى أن استهداف الطواقم الطبية والمرافق الصحية يشكل جرائم حرب.

كما سلطت الصحيفة الضوء على الوضع السياسي الداخلي لدى الاحتلال، مشيرة إلى أن نتنياهو، الذي يلوم حركة حماس على تفشي الأزمة، يواجه تحديات سياسية داخلية. فقد ألغى نتنياهو شهادته في محاكمته بتهمة الفساد في يوم الثلاثاء بسبب تصاعد الهجمات، ويحتاج إلى الدعم لإقرار الميزانية بحلول نهاية الشهر، وإلا ستنهار حكومته.

وختمت الصحيفة بقولها إن أهداف الاحتلال الإسرائيلي لا تقتصر على سحق الأمل الفلسطيني، بل تهدف إلى تدميره تمامًا، معتبرة أن هذه الأهداف يجب أن تُقاوم بشدة، حيث ينبغي ألا ينجح الاحتلال في تحقيق أهدافه.