خشية المحاسبة الدولية.. الاحتلال يفرض تعتيماً على عملياته وجنوده في غزة

يرتقي يومياً عشرات الشهداء المدنيين في قطاع غزة جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي المكثف، منذ استئناف الحرب في 18 آذار/مارس الماضي، حيث تجاوز عدد الضحايا 1550 شهيداً، وسط استمرار التصعيد العسكري.

في المقابل، يدّعي محللون ومراسلون عسكريون “إسرائيليون” أن العمليات العسكرية الحالية “مقلّصة”، مشيرين إلى أن “لا قتال فعلي” يدور في القطاع حالياً.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية كشفت اليوم، الجمعة، عن تبني جيش الاحتلال بقيادة رئيس الأركان إيال زامير سياسة “تعتيم إعلامي” واضحة، حيث يتم التكتّم على تفاصيل العمليات العسكرية الجارية، خلافاً لما كان خلال الاجتياح البري السابق الذي انتهى في آب/أغسطس الماضي.

وأرجعت الصحيفة هذه السياسة إلى سببين رئيسيين: أولاً، منع حركة حماس من فهم اتجاه العمليات العسكرية وطبيعتها، وثانياً رغبة الجيش بقيادة زامير بتنفيذ العمليات ثم الإعلان عنها لاحقاً، ما يعكس توجهاً جديداً في إدارة المعركة، خاصة مع اعتراف زامير سابقاً بأن “حماس لم تُهزم بعد، والحرب ستستمر لسنوات على جبهات متعددة”.

وفي سياق متصل، لفتت الصحيفة إلى تغيّر في تعامل الإعلام العبري مع التوغل البري الجديد، إذ يُمنع اليوم حتى عرض صور لجنود دون رتبة عميد، تحسباً من الملاحقة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، في حين كانت وسائل الإعلام في السابق تُجري مقابلات ميدانية مع الجنود وتنقل صوتهم مباشرة إلى الداخل “الإسرائيلي”.

وتشير التقديرات إلى أن هذه السياسة تخدم أيضاً القيادة السياسية في “إسرائيل”، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، حيث تتيح لهم التظاهر بإحراز تقدم ضد حماس دون مواجهة معارضة داخلية أو كشف عن إخفاقات ميدانية.

وتذهب بعض التحليلات إلى أن استمرار وجود حماس يخدم مصالح “إسرائيلية” معينة، من خلال إبقائها كقوة حاكمة في غزة لإضعاف السلطة الفلسطينية.

بدوره، نقلت الصحيفة عن ضابط في جيش الاحتلال أن العملية الحالية “محدودة جداً ولا تشمل اشتباكات مسلحة واسعة”، بسبب انسحاب حماس من رفح إلى مناطق أخرى، خصوصاً خانيونس.

وتابع أن الجيش يواصل “اصطياد القيادات من الجو”، دون قدرة فعلية على حسم المعركة.

أما المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هرئيل، فقد أكد أن زامير يتجنب الانزلاق إلى مواجهات دامية دون تفويض حكومي صريح بإعادة احتلال القطاع.

ولفت إلى أن الهدف المعلن للعملية، وهو القضاء على كتيبة رفح، يفتقر للمصداقية، خصوصاً بعد إعلان الجيش نفسه انهيار هذه الكتيبة في أيلول/سبتمبر الماضي.

ويعتقد هرئيل أن فشل المفاوضات وتباطؤ الاحتلال في الحسم العسكري سمح لحماس بإعادة تجنيد عشرات آلاف المقاتلين، وإعادة بناء قدراتها الصاروخية، ما ينذر بتصعيد محتمل خلال احتفالات عيد الفصح اليهودي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

#أخبار_البلد

زر الذهاب إلى الأعلى