حزب الله عن انتقال الاحتلال للمرحلة الثانية من العملية البرية: مجاهدونا في الانتظار
بعد يومين من مصادقة رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال على خطّة توسيع الحرب على لبنان بناءً على طلب المستوى السياسي، أُعلن في الكيان، أمس، أن الفرقة 36 في جيش الاحتلال، بدأت «تعميق العملية البرية باتجاه مناطق جديدة في خط القرى الثاني في جنوب لبنان». ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أمنية، أن الهدف من هذا التحرّك هو «الضغط على حزب الله بالتزامن مع المفاوضات». فيما ذكرت قناة «كان» أن «الجيش الإسرائيلي – قوات من غولاني والهندسة والمدرّعات – قام بتعميق العملية البرية في جنوب لبنان إلى مناطق جديدة، ولا توجد حالياً نية لحشد قوات احتياطية إضافية للعملية البرية». والحديث هنا أيضاً عن الفرقة 36، وعن تحرّكات قامت بها سابقاً، إذ قامت قوات من الفرقة بتحرّكين (استطلاعيّين) باتجاه غرب مارون (أي أطراف بنت جبيل/ حي المسلخ)، وآخر باتجاه عيناثا (منطقة أرض عيناثا)، من خلال أطراف عيترون. وشرحت المقاومة، في بيان غرفة عملياتها، أمس، ما جرى في هذا السياق، وتحدّثت عن تحرّكين أساسيين، هما:
– محاولة قوّة من جيش الاحتلال التسلل من بلدة يارون باتجاه الأحياء الغربية لبلدة مارون الرأس، حيث تعرّضت لكمين، واشتبك المقاومون معها بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخيّة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
– ومن الجهة الشرقيّة لبلدة مارون الرأس، بينها وبين بلدة عيترون، كَمن المقاومون لقوّة إسرائيليّة كانت تحاول التسلّل باتجاه بلدة عيناثا، ودارت اشتباكات مباشرة من مسافة صفر، بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخيّة، أسفرت عن مقتل وجرح جميع أفراد القوّة.
وفي موازاة اشتباك المقاومين مع المجموعات المتسلّلة، استهدفت المقاومة بالصواريخ والقذائف والمُسيّرات نقاط تموضع وتجمع قوات وآليات جيش الاحتلال في هذا المحور، سواء في القرى الحدودية أو في المستوطنات. واستهدفت المقاومة مستوطنات أفيفيم، دوفيف، سعسع، برعام، يرؤون، ديشون، المالكيّة باريوحاي التي تضمّ قواعد دفاع جوي وصاروخي ومقرّات قياديّة للكتائب المُشاركة في الهجوم، ومخازن أسلحة، ومناطق تجميع للآليات، تتبع للفرقة 36 التي تقود المحور. وليس مستبعداً أن يعمد جيش الاحتلال إلى تكثيف عملياته وتوغّلاته في هذا المحور من عدة اتجاهات، باستخدام قوة أكبر، علماً أن الفرقة 36 من جيش الاحتلال، محكومة بالطبيعة الجغرافية لمنطقة العمليّات الخاصة بها، والتي تمتدّ من راميا غرباً إلى رميش شرقاً (عيتا الشعب ضمناً)، ومن رميش إلى عيترون شرقاً. ومن الممكن أن يكون هدف قوات الاحتلال في هذا المحور محاولة السيطرة على بنت جبيل عن طريق محاصرتها وقطع خطوط دعمها، خصوصاً من الشمال، ثم التوغل فيها، أو الاكتفاء بتطويق المدينة وقصفها من دون دخولها. كما ليس مستبعداً أن يقوم الاحتلال بعمل عسكري نوعي ومحدود، هدفه الدخول إلى ملعب «عباس» في بنت جبيل، الذي أطلق فيه الشهيد السيّد حسن نصرالله، خطاب التحرير عام 2000، حيث أطلق السيد عبارته الشهيرة: «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت». ويعتقد الاحتلال بأنه بالدخول إلى الملعب، يمكن أن يخرج بصورة «نصر» بحث عنها طويلاً في حرب تموز 2006، من دون أن ينجح في نيلها. كذلك، من الممكن أن يعمد الاحتلال إلى عزل بنت جبيل، من دون دخولها، ثم التقدّم شمالاً باتجاه كونين – بيت ياحون – تبنين.
وقدّمت غرفة عمليات المقاومة، أمس، شرحاً تفصيلياً لمجريات الميدان خلال الأيام الماضية. فأوضحت أن قوات الاحتلال ، تحت ضربات المقاومة، انسحبت من معظم البلدات التي تقدّمت إليها إلى ما خلف الحدود في القطاع الغربي، ما عدا مراوحة قوات من جيش الاحتلال في أحراج اللبونة وشرق بلدة الناقورة التي تسعى للسيطرة عليها عبر التقدّم نحو وادي حامول من الجهة الشرقيّة للبلدة. وفي القطاع الشرقي، انسحبت قوات الاحتلال بفعل ضربات المُقاومة أيضاً، من بلدات ميس الجبل ومركبا ورب ثلاثين والعديسة والخيام إلى ما وراء الحدود. فيما يعمد الاحتلال إلى استهداف قرى الخط الثاني في هذا المحور بقذائف المدفعيّة وغارات الطائرات الحربيّة. وبعد رصد ومُتابعة لتحرّكات الفرقة 91 في جيش الاحتلال عند الأطراف الشرقية لبلدة حولا، وعند تجمّع القوّة وآلياتها في موقع العباد الحدودي، استهدفها المقاومون بعدد من الصواريخ النوعيّة والدقيقة التي أحدثت انفجارات ضخمة، أوقعت أفراد القوّة بين قتيل وجريح، وأحدثت أضراراً كبيرة بالموقع والآليات داخله. وفي بلدة كفركلا، وخلال قيام الوحدات الهندسيّة التابعة للفرقة 98 في جيش الاحتلال بتدمير وتجريف المنازل والبنى التحتيّة في البلدة، استهدف المقامون جرافتين وناقلة جند بالصواريخ الموجّهة، ما أسفر عن مقتل وجرح من كان فيها، وجرى التعامل مع محاولات سحب الإصابات عبر صليات مُكثّفة من الرمايات الصاروخيّة. وأعلنت المقاومة أن «القرار الذي اتخذته قيادة جيش الاحتلال بالانتقال إلى المرحلة الثانية (…) لن يكون مصيره سوى الخيبة، وسيكون حصاده الحتمي المزيد من الخسائر والإخفاقات؛ وأن مجاهدينا في الانتظار»، مشيرة إلى أن «المُقاومة اتّخذت ضمن خططها الدفاعيّة كل الإجراءات التي تمكّنها من خوض معركة طويلة لمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه».
ويوم أمس، تسبّبت صواريخ المقاومة بإغلاق مطار بن غوريون، فيما كانت الطائرات تحلّق بشكل دائري فوق الواجهة البحرية لتل أبيب، بسبب إطلاق المقاومة الصواريخ والمُسيّرات باتجاه مطار تل نوف العسكري الاستراتيجي في جنوب تل أبيب. وأودت صواريخ المقاومة التي سقطت في نهاريا في الشمال بحياة عنصرَي احتياط من وحدات الحماية المحلية للمستوطنة.
وأعلنت غرفة العمليات أنه ضمن سلسلة «عمليات خيبر»، نفّذت الوحدة الصاروخية 70 عمليّة، استهدفت 33 هدفاً استراتيجياً بعمق وصل حتى 145 كلم جنوب مدينة تل أبيب. كما شاركت القوّة الجويّة في المُقاومة بـ 22 عمليّة، أطلقت خلالها أكثر من 60 مُسيّرة نوعيّة. وبعمق وصل إلى 145 كلم حتّى الضواحي الجنوبيّة لتل أبيب.
وأعلنت أن الحصيلة التراكمية لخسائر الاحتلال وفق ما رصده المقاومون، منذ بدء ما سماه الاحتلال «المناورة البريّة في جنوب لبنان»، بلغت أكثر من 100 قتيل وألف جريح من ضباط وجنود جيش الاحتلال ، إضافة إلى تدمير 43 دبابة ميركافا، و8 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند، وإسقاط 4 مُسيّرات من طراز «هرمز 450»، ومُسيّرَتين من طراز «هرمز 900»، علماً أنّ هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر الاحتلال الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمُستوطنات.