“حماس” تكشف خروقات الاحتلال لاتفاق وقف النار وتحمل نتنياهو المسؤولية عن الأسرى

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، أن الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، يعمل على تقويض اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال ارتكاب “خروقات مستمرة منذ اللحظة الأولى لتطبيقه، وذلك بهدف إفشاله والعودة إلى التصعيد العسكري ضد قطاع غزة، معتمدًا على الغطاء الأميركي والدعم الدولي المتواطئ.

تصعيد ممنهج وخروقات مستمرة

وأوضح حمدان، خلال مؤتمر صحفي، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم ببنود الاتفاق، حيث تعمد “عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى” من خلال خروقات متكررة، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن حكومة الاحتلال كانت معنية بانهيار الاتفاق منذ البداية.

وأضاف أن نتنياهو وافق مؤخرًا على بعض المقترحات الأميركية لتمديد المرحلة الأولى، ولكن وفقًا “لشروط تخالف الاتفاق الأصلي”، في محاولة واضحة للمماطلة والتهرب من الالتزام بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

تفاصيل الخروقات الإسرائيلية

عرض حمدان قائمة بالخروقات التي ارتكبها الاحتلال خلال تنفيذ المرحلة الأولى، مقسمًا إياها إلى عدة محاور، أبرزها:

أولًا: خروقات الإغاثة والإيواء والمساعدات الإنسانية

أكد حمدان أن إسرائيل لم تلتزم بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، حيث قامت بـ:

– تقليل عدد شاحنات الوقود، التي تدخل إلى غزة، رغم أن الاتفاق ينص على إدخال 50 شاحنة يوميًا، إلا أن ما دخل فعليًا لم يتجاوز 23 شاحنة يوميًا، أي أقل من نصف العدد المطلوب.
– منع استيراد الوقود التجاري، رغم أن الاتفاق يسمح بذلك، ما أدى إلى تفاقم أزمة الطاقة في القطاع.
– عرقلة دخول البيوت المتنقلة (الكرافانات)، حيث تم السماح بإدخال 15 وحدة فقط، من أصل 60 ألفًا متفق عليها.
– منع دخول المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، حيث تم السماح بإدخال 9 آليات فقط، بينما الحاجة الفعلية تصل إلى 500 آلية على الأقل.
– حرمان القطاع من مواد البناء، اللازمة لإعادة الإعمار، ومنع إدخال معدات الدفاع المدني والمستلزمات الطبية لإعادة تأهيل المستشفيات.
– عدم تشغيل محطة الكهرباء أو تأهيلها، ما زاد من معاناة السكان في ظل استمرار الحصار الخانق.
– منع دخول السيولة النقدية، ورفض تغيير العملات الورقية البالية، مما أدى إلى أزمة اقتصادية حادة في القطاع.

ثانيًا: الخروقات الميدانية والتوغلات العسكرية

أوضح حمدان أن الاحتلال استمر في ارتكاب خروقات عسكرية يومية، شملت:

– استمرار التوغل البري على خطوط الانسحاب، وخصوصًا في محور “فيلادلفيا”، حيث تجاوزت القوات الإسرائيلية المسافات المتفق عليها بما يتراوح بين 300 إلى 500 متر، مع استمرار عمليات إطلاق النار على المدنيين، وقتل السكان، وهدم المنازل، وتجريف الأراضي.
– تأخير الانسحاب من المناطق المتفق عليها**، حيث لم يلتزم الاحتلال بالانسحاب من شارعي الرشيد وصلاح الدين، ومنع عودة النازحين لمدة يومين كاملين، في انتهاك صريح لبنود الاتفاق.
– التحليق المستمر للطيران الحربي خلال الفترات المحظورة، حيث استمر التحليق لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 ساعة يوميًا.
– استهداف الصيادين الفلسطينيين في البحر، ومنعهم من ممارسة عملهم، بالإضافة إلى اعتقال بعضهم وإطلاق النار عليهم بشكل متكرر.
– إجمالي الخروقات الميدانية بلغ 962 خرقًا، تضمنت:
– 219 عملية تحليق للطيران.
– 77 عملية إطلاق نار.
– 45 عملية توغل بري.
– 37 عملية قصف واستهداف.
– ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين نتيجة هذه الخروقات، حيث بلغ عدد الشهداء 116 شهيدًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 490 جريحًا.

ثالثًا: خروقات متعلقة بالأسرى الفلسطينيين

اتهم حمدان الاحتلال بارتكاب انتهاكات صارخة فيما يخص ملف الأسرى، حيث:

– تعمد تأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في جميع المراحل، رغم أن الاتفاق ينص على الإفراج عنهم بعد ساعة واحدة من تسليم أسرى الاحتلال.
– منع الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين (600 أسير) لمدة 5 أيام، بحجج واهية.
– إجبار الأسرى على ارتداء ملابس تحمل دلالات نازية وعنصرية أثناء الإفراج عنهم، في ممارسة مهينة وغير إنسانية.
– الاعتداء الجسدي على الأسرى الفلسطينيين قبل إطلاق سراحهم، حيث تعرضوا للضرب والإهانة والتجويع.
– إخفاء أسماء مئات الأسرى الفلسطينيين من غزة، حيث أعلنت إسرائيل فقط عن 2400 اسم، ورفضت الإفراج عن الأسيرة المسنة سهام موسى أبو مازن (70 عامًا)، رغم الاتفاق على ذلك.

رابعًا: خروقات متعلقة بمعبر رفح ومحور “فيلادلفيا”

أشار حمدان إلى أن الاحتلال تعمد إغلاق معبر رفح أمام المدنيين، ومنع عبور المرضى والجرحى رغم التفاهمات المبرمة، كما استمر في منع حركة البضائع والتجارة عبر المعبر، وأعاد عشرات المسافرين دون أسباب واضحة.

أما فيما يتعلق بمحور “فيلادلفيا”، فقد خالف الاحتلال التزاماته بشأن تقليص القوات تدريجيًا، حيث كان من المفترض تقليص عرض الممر 50 مترًا أسبوعيًا، لكنه واصل التوغل لمسافات مئات الأمتار بدلاً من الانسحاب.

حماس تحمّل الاحتلال مسؤولية أي تبعات إنسانية تخصّ أسرى الاحتلال
أكد حمدان أن حركة حماس ملتزمة بتنفيذ الاتفاق بالكامل، لكنها في المقابل تحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أي تعطيل أو تراجع عن تنفيذ البنود، محذرًا من أن استمرار التعنت الإسرائيلي قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

وأضاف أن “السبيل الوحيد” لإعادة أسرى الاحتلال هو التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، والدخول الفوري في مفاوضات المرحلة الثانية، وعدم التهرب من التزاماتها.

كما استنكر حمدان استخدام الاحتلال للمساعدات الإنسانية كورقة ضغط وابتزاز سياسي، مشيرًا إلى أن حكومة نتنياهو تمنع تدفق المساعدات، في محاولة للضغط على المقاومة والشعب الفلسطيني.

دعوات للمجتمع الدولي والوسطاء للضغط على الاحتلال
دعا حمدان المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق، ووقف عراقيله المستمرة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار غزة.

كما شدد على ضرورة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، يضمن حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفقًا للقرارات الدولية.

وختم حمدان بتأكيده أن الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي وصمت دولي، يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ويواصل عدوانه ليس فقط على غزة، بل أيضًا على الضفة الغربية ولبنان، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه الجرائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

#أخبار_البلد

زر الذهاب إلى الأعلى