عامان على انتزاع الأسرى الستة حريتهم من نفق “جلبوع”

عامان على كسر قفل “الخزنة الأكثر إحكاما”.. عامان على الضربة الأقسى لـ “اسرائيل.. عامان على انتزاع ستة أسرى فلسطينيين حريتهم بأظافرهم من سجن جلبوع.

سجن “جلبوع” والذي يعتبر أحد أكثر سجون الاحتلال تحصيناً ويلقب في “إسرائيل” بــ”الخزنة الحديدية” بسبب إحكام الإجراءات فيه لمنع أي محاولة فرار منه؛ لكن الأسرى الستة استطاعوا فك شيفرته وكسر “الخزنة الاكثر احكاماُ”، وانتزعوا حريتهم بعملية أذهلت العالم أجمع، قبل أن يتم اعتقالهم مجدداً.

يوافق اليوم الأربعاء 6 سبتمبر 2023، ذكرى تمكّن الأسرى الستة “محمود العارضة، ومحمد العارضة، وأيهم كممجي، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات”، من تحرير أنفسهم من سجن “جلبوع” عبر عملية “نفق الحرية”.

ويواجه الأسرى الستة منذ ذلك الحين إضافة إلى خمسة من رفاقهم الذين اتهمهم الاحتلال بمساعدتهم وهم: محمود أبو شرين، وقصي مرعي، وعلي أبو بكر، و‏محمد أبو بكر، وإياد جرادات، جملة من الإجراءات التنكيلية الممنهجة وأبرزها سياسة العزل الانفرادي.

وإلى جانب سياسة العزل الانفراديّ، تواصل إدارة السّجون نقلهم المتكرر من سجن إلى آخر، وكذلك إهمالهم طبيًا، كما وتعرضوا لعدة اعتداءات من قبل السجانين، وخلال هذه الفترة نفذ بعضهم إضرابات عن الطعام احتجاجًا على ظروف احتجازهم القاهرة والصعبة.

ومرَّ الأسرى الستة بجولاتٍ من عمليات التّنكيل، مقابل ذلك تمكّنوا من مواجهة هذه الإجراءات، والإصرار على نقل رسالتهم، وإصرارهم على محاولة تحقيق الحرية.

وخلال هذه الفترة، فقد الأسير أيهم كممجي شقيقه شأس كمججي، الذي ارتقى شهيدًا برصاص الاحتلال، كذلك استشهد داوود الزبيدي وهو أحد شهداء الحركة الأسيرة، وشقيق الأسير زكريا الزبيدي، كما فقد الأسير يعقوب قادري والدته، وحرمهم الاحتلال من وداعهم كما حرم آلاف الأسرى على مدار عقود من وداع أحبة لهم.

وشكّلت أجهزة الاحتلال عقب العملية لجنة بقرار من حكومة الاحتلال، على غرار لجنة “أردان” عام 2018، وخرجت مجددًا بجملة من إجراءات التضييق، التي فعليًا تصب في مسار الانتقام من الأسرى، ولا علاقة لها بالذرائع الأمنية التي تتحدث عنها إدارة السّجون، واستمرت إدارة السّجون بمحاولة المساس بالبنى التنظيمية للأسرى، التي تشكّل أبرز منجزات الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة تاريخيًا، وفعليًا لم تتوقف إدارة السّجون عن هذه المحاولة، عبر عدة إجراءات تضييقية حاولت فرضها، منها: المساس بنظام الخروج إلى ساحة السّجن “الفورة”، واستهداف الأسرى من ذوي الأحكام العالية عبر عمليات نقلهم المتكرر؛ ومقابل هذا العدوان الذي طال كافة مناحي الحياة الاعتقالية للأسرى، وتفاصيل محاولة “الاستقرار”؛ تمكّن الأسرى من فرض حالة من النضال، والمواجهة على قاعدة الوحدة.

تفاصيل العملية

استغرق الأسرى الستة مدة 9 أشهر في عملية الحفر تحت الأرض بما توفر من أدوات حادة ليصلوا حتى بُعد 25 مترا تحت الأرض من الجانب الآخر لجدار السجن.

وصرّف الأسرى التراب المحفور في دورة المياه والمواسير والتي سُدّت أحيانا وهو الأمر الذي كاد أن يعطّل مواصلة العمل على حفر النفق لئلا يُكشف أمرهم.

وحفر الأسرى النفق في ظروف ليست طبيعية في عمق الأرض، بحيث ينخفض مستوى الأكسجين ولا تتوفر الإضاءة والمعدات اللازمة لذلك.

ونجحوا بالخروج من تحت بلاطة مساحتها 60 سم في مراحيض غرفة رقم 2 من القسم 5 في سجن “جلبوع” الذي بني عام 2004 وهو يُصنّف “بالأكثر حصانة”.

وتمكّن الأسرى الستة من فجر يوم الاثنين (01:50 فجرًا) 6 أيلول/ سبتمبر 2021، من تنفس الحرية والخروج من الحفرة بعد أسوار السجن الذي لُقّب “بالخزنة” لشدة إحكامه.

ونجحوا بهذا الأمر رغم أن برج المراقبة يتمترس تماما فوق فوّهة الحفرة، إلا أن أحدًا لم يلحظهم، ولم يرصد مراقب الشاشات تحرك الأسرى بمحيط أسوار السجن، والكلاب الشرطية لم تنبح كذلك.

وعقب اكتشاف أمرهم، شرعت قوات الاحتلال في حملة تمشيط واسعة، بحثاً عنهم وسعياً لإعادة اعتقالهم، وبعد فشلٍ استخباراتي امتد لأسبوعين كاملين تمكن جنود الاحتلال من العثور على أبطال نفق الحرية.

عامان على انتزاع الأسرى الستة حريتهم من نفق "جلبوع"

من هم أسرى نفق الحرية؟

– محمود العارضة (47 عامًا) من بلدة عرابة جنوب جنين والمحكوم بالسجن مؤبد و15 عاما، أمضى في سجون الاحتلال (29 عامًا ونصف) فقد سبق أن اعتقل لـ 3 أعوام ونصف عام 1992.

– يعقوب قادري (50 عامًا) من بير الباشا جنوبي جنين، والمحكوم بمؤبدين و35 عامًا، وأمضى في سجون الاحتلال 20 عامًا.

– أيهم كممجي (36 عامًا) من كفر دان غرب جنين والمحكوم بمؤبدين، أمضى في سجون الاحتلال 17 عامًا.

– مناضل انفيعات (27 عامًا) من يعبد (موقوف منذ 3 سنوات).

– محمد العارضة (40 عامًا) من عرابة جنوب جنين، والمحكوم ثلاثة مؤبدات و20 عامًا، وأمضى في سجون الاحتلال 20 عامًا ونصف.

– زكريا الزبيدي (46 عامًا) من مخيم جنين موقوف منذ 3 سنوات، وأمضى في سجون الاحتلال 8 سنوات.

وعقب إعادة اعتقالهم، أضاف الاحتلال وبعد عدة جلسات قضائية، لكل أسير من الأسرى الستة، حكمًا بالسجن مدة 5 سنوات، وغرامة مالية 2000 شيكل.

كما فرض الاحتلال على الأسرى الـ 5 الذين ساعدوا أسرى نفق الحرية حكمًا بالسجن 4 سنوات إضافية، وغرامة مالية 2000 شيكل، وهم: محمود شريم، وقصي مرعي، وعلي أبو بكر، ومحمد أبو بكر وإياد جرادات.

لا صفقة تبادل بدونهم

وعقب حالة الإحباط التي صاحبت إعادة اعتقال الأسرى الستة، كان لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة “حماس”، كلمة أعادت رفع الروح المعنوية في صفوف الفلسطينيين، عندما تعهدت بعدم إتمام أي صفقة تبادل جديدة مع الاحتلال دون الأسرى الستة.

وقال أبو عبيدة، الناطق باسم الكتائب في كلمة متلفزة حينها: إن “أبطال نفق الحرية سيخرجون مرفوعي الرأس وقرار قيادة القسام بأن صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير هؤلاء الأبطال”.

وأضاف أبو عبيدة “إذا كان أبطال نفق الحرية حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض”.

وتابع “إعادة اعتقال بعض أبطال نفق الحرية لا يحجب حقيقة عملهم المشرف، ولن يخفي حجم الخزي والعار الذي لحق بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية”.

#أخبار_البلد

زر الذهاب إلى الأعلى