شهادات مؤلمة من السجون مع تصاعد عمليات القمع بحق الأسرى في سجن عوفر

تصاعدت فى الشهور الأخيرة عمليات القمع بشكل ملحوظ في سجن عوفر، وذلك امتداداً لسياسة القمع والاقتحامات التي تشكّل إحدى أبرز السياسات الممنهجة بحقّ الأسرى في سجون الاحتلال، والتي بلغت ذروتها خلال حرب الإبادة، على قطاع غزة والعدوان الشامل والمستمر  على كالة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومن أبرز ما تعرض له الأسرى مؤخرا فى سجن عوفر هى عملية القمع الواسعة التي تعرض لها الأسرى مساء يوم 16 من شهر فبراير الجاري، والتي نتج عنها إصابات بدرجات مختلفة بين صفوف الأسرى، وذلك بعد اقتحام قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال المدججة بالسلاح عدة أقسام، مستخدمة الكلاب البوليسية، والقنابل، والضرب المبرح.

إضافة إلى ذلك ساهمت الأجواء الباردة والموجات الماطرة فى مضاعفة معاناة الأسرى داخل السجن، مع استمرار رفض إدارة السجون إدخال الملابس الكافية، وكذلك الأغطية الملائمة لحالة الطقس، حيث تستخدم إدارة السجون البرد القارس أداة لتعذيبهم، إلى جانب جملة من الأدوات والسياسات الممنهجة التي تندرج في إطار جريمة التعذيب.

كذلك حولت إدارة السّجن إصابات الأسرى إلى أداة لتعذيبهم، ومن خلال افادات لعدد من المصابين أكدوا أنّهم يعيشون عذاب بسبب الألم المستمر، وعدم توفير العلاج اللازم لهم، وذلك في ضوء الجرائم الطبيّة التي تمارسها إدارة السجون بحقّهم، وبشكل ممنهج، وتفاقم معاناتهم جرّا البرد القارس.

حيث أفاد الأسير (د.ب): ” إن سياسة القمع التي تتم لغرف الأسرى ازدادت، وآخر عملية قمع تعرض لها الأسرى كان يوم السبت الماضي حيث تم الاعتداء على الأسرى بالضّرّب وتكسير محتويات الغرف، كما أن القمعات التي تنفذ في غرف الأسرى تتم بمعدل كل يومين إلى ثلاثة أيام، مشيراً إلى أنّ القمع الذي تعرضوا له مؤخرا تركز على بعض الأقسام، والغرف بشكل وحشي من قبل وحدات (المتسادا).

وفي شهادة أخرى للأسير (ز. و) الذي يعاني من إصابة، قال إنه في تاريخ 17/12/2024 تم الاعتداء عليه، وضربه من قبل وحدة (متسادا)، وتكسير أداة (الوكر) التي كانت تساعده، ويستخدمها للمشي عند نلقه لتلقي العلاج، وأفاد الأسير بأنه عندما تم تصوير ساقه بعد الاعتداء عليه لم يتم ابلاغه عن وضعه الصحي، أو أخر تطورات لحالته الصحية، واليوم يعتمد على عكاز بدلا منها”.

وفي ذات السياق تُلقي برودة الطقس ظلالها على الأسرى، وتحديداً الأسرى الجرحى، حيث تفاقم من معاناتهم، مع استمرار إدارة السجون حرمان الأسرى من الملابس الكافية، والأغطية، حيث تستخدم إدارة السجون البرد القارس، أداة لتعذيب الأسرى، وقد أفاد الأسير (د. م): ” نتيجة لشدة برودة الطقس أصبح لا يشعر بقدمه ، ما يسبب له تشنجات وآلام، كما أنه لم يعد قادرا على الحركة من  شدة الوجع، وكذلك لا يستطيع النوم في أحيان كثيرة”.

كما أفاد الأسير (ل. ز) “أقدم جنود الاحتلال على اعتقالي من منزل عائلتي بعد إطلاق النار علىّ، حيث أصبت برصاصة في الفخذ، وعلى إثر الإصابة، جرى نقلي بعد اعتقالي إلى مستشفى (سوروكا)، حيث مكثت ليوم واحد ثم جرى نقلي لسجن (عوفر) رغم وضعي الصحي، وفيما يتعلق بالوضع الحالي لا أتلقى أي علاج، واليوم تفاقمت معاناتي جرّاء برودة الطقس، الأمر الذي يسبب لي ألم بشكل مستمر  دون توقف، كما ولم تكتف إدارة السّجون بكل ذلك، فقد تعرضت كما باقي الأسرى للضرب المبرح خلال عمليات القمع الأخيرة، و تعمدوا ضربي على قدمي المصابة رغم أني أبلغتهم أنني مصاب”.

يشار إلى أن إدارة سجون الاحتلال كانت قد أعلنت عن عملية قمع واسعة نفذتها بحقّ الأسرى في سجن عوفر مؤخرا، كجزء من عمليات القمع التي تتم في كافة السجون دون استثناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

#أخبار_البلد

زر الذهاب إلى الأعلى